مخالفات شرعية في قصيدة المسك فاح المسك فاح Nasheed Al Misku Fah


المسك فاح المسك فاح وأخطاء خطيرة في العقيدة

مخالفات المسك فاح


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،

إن قصيدة المسك فاح المسك فاح بالرغم من انتشارها الواسع بين الناس - خاصة في مصر- حتى بات ينشدها الكبير والصغير، وامتلأت بها صفحات التواصل الاجتماعي سواء اليوتيوب او الفيس بوك او تويتر وغيرها ...فإن القصيدة للأسف بها أخطاء كبيرة وخطيرة تنافي ما يجب أن يعتقده المسلم من العقيدة الصحيحة .
بل والأدهى والأمَرّ أنها انتشرت حتى في وسائل المواصلات كما شاهدنا منذ فترة طفلين ينشدان المسك فاح في مترو الانفاق في مصر .
ومما زاد الطين بِلَّة والأمر علَّة أن معلمي الحضانات حتى الإسلامية منها صاروا يحفظونها ويلقنونها الأطفال
 (وهذا حدث مع طفلي أنا شخصياً ، إذ جاءني يوماً يرددها ولم أكُ قبل أعرفها ، فلما سمعتُها منه فوجئت أو إن شئت فقل فُجعت).

فهم يعلمونها الأطفال الصغار ظناً منهم أنها قصيدة إسلامية تحبب الأطفال في دينهم وفي نبيهم صلى الله عليه وسلم وفي آل بيته الأطهار رضي الله عنهم .

وسوف نُورِد في الكلمات الآتية بعض ما في القصيدة من أخطاء :

1- فمنها اعتقاد حضور النبي صلى الله عليه وسلم مجالس الذكرالتي يعتقد أصحابها أنها ذكر كما في قولهم :
لما حضرنا رسول الله
وكيف يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجالسهم وقد مات عليه الصلاة والسلام؟ كما قال تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)(30 الزمر) 
ولا دليل على حضور روحه الطاهرة مثل هذه المجالس والتي لو كان حياً ما حضرها لبُعدها عن سنته وميلها عن شريعته لما فيها من تراقصٍ ومعازف وكلمات تخالف ما جاء به من عقيدةٍ قويمة وشِرعةٍ مستقيمة .

2- ومنها استخدام كلماتٍ وألفاظ لا تليق بجناب النبي صلى الله عليه وسلم من التغزل فيه على طريقة العشاق من الحب والهيام والوجد ونحوها . كما في قولهم :

أشكى لمين وجدى و حالى
إيه اللى غير أحوالى
غير الغرام لرسول الله

وهذا ينافي الأدب مع رسول الله من جهة ، ويدخل في باب الغلو فيه من جهةٍ أخرى، وهوالأمر الذي حذرنا منه عليه الصلاة والسلام إذ قال كما في صحيح البخاري :
(لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم) أي لا تجاوزوا الحد وتُفرِطوا في مدحي كما فعل النصارى مع نبي الله عيسى عليه السلام ، فما زالوا يتجاوزون في مدحه حتى جعلوه إلهاً مع الله .

3- ومنها طلب المدد والنظرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والإستغاثة به من دون الله ، كما في قولهم :

يا صاحب القبة الخضرا
هل علينا بالنظرة
هز الهلال يا أبا الزهراء واعط لكل محب مناه

وقد مات عليه الصلاة والسلام ولا يملك لأحدٍ ضراً ولا نفعاً في الدنيا . وإذا كان النبي عليه السلام نفى عن نفسه الضر والنفع لمن حوله من أصحابه الكرام في حياته.. فكيف ينفع مَن هم دونهم في القدر والفضل بعد مماته ؟ وقد أمره الله عز وجل
أن يقول ( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) (سورة الجن 21)

وتأمل - يا رحمك الله - كيف جاءت هذه الآية مباشرةً بعد أمره تعالى لنبيه ببيان عقيدة التوحيد الصحيحة حيث قال تعالى :( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ) (الجن الأية 20)

بل أكثر من ذلك أن الله تعالى أمره أن يقول أنه لا ينفع حتى نفسه عليه السلام إلا ما شاء الله ، قال تعالى (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ) (الاعراف 188) 

4- ومنها طلب النظرة والمدد والغوث من آل بيت النبي الكرام الأبرار كالحسن والحسين وأمهم فاطمة رضي الله عنهم أجمعين وجمعنا بهم في جنات النعيم . وذلك في قولهم:

نظرة يا طاهرة
جودى علينا بالنظرة

وقد بيَّنا أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله مُمتَنَع في حق النبي عليه السلام وهو خير البشر، فدعاء مَن هم دونه ممتنع من باب أولى 
وقد كان اللائق بهؤلاء المُدَّعين لحب النبي وآل بيته هو السير على خطاهم والإقتداء بهم في أخلاقهم وهديهم وعبادتهم ..
ولينظروا أياً منهم كان يفعل ما يفعلون من السهر على أصوت المزامير والرقص والتمايل والتلفظ بما ينافي عقيدة التوحيد والآداب الإسلامية الرفيعة ؟ 

وقطعاً للطريق على كل المُزايدين وغلقاً للأبواب في وجه بعض المشككين ،
فإننا نؤكد على
أن حب النبي وآل بيته فرض عين على كل مسلم 
ولا يستقيم إيمان عبد إلا بحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين ،
وأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم بالطريقة التي بيَّنها هو عليه الصلاة والسلام وذلك لأمر الله عز وجل بالصلاة عليه في كتابه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (56 الأحزاب) 
وأن أَولَى الناس بالنبي وآل بيته هم مَن يسيرون على طريقتهم وينتهجون نهجهم ، وأن أبعَد الناس عنهم هم مَن يخالفونهم في الاعتقاد والعمل .

هذا وصلِ اللهم على النبي الأمين وعلى أصحابه وآل بيته الطيبين
----------------------------------------------------------
هل أعجبك الموضوع ؟

اخبرنا في التعليقات ماذا أعجبك فيه وما لم يعجبك


google-playkhamsatmostaqltradent