مخالفات في برنامج قلبي اطمأن Qalby Etmaan
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد،
يُعَد برنامج قلبي اطمأن من البرامج الجديدة الجميلة التي فرضت نفسها على الساحة، سواءً على القنوات الفضائية أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وبات يشاهده الملايين من الناس خاصة في شهر رمضان المبارك
ولكن ما هو برنامج قلبي اطمأن الذي حقق كل هذه الشهرة ؟
قلبي اطمأن هو برنامج إماراتي يقوم على دعم الأفراد والأسر الفقيرة وتقديم المساعدات لهم والتي قد تكون مالية أو في صورة مشروعات صغيرة يتكسبون منها أو في صورة راتب شهري يُقدَّم لهؤلاء المعسرين، وتصوير تلك الأحداث في صورة حلقات مرئية تذاع على عدة قنوات فضائية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالبرنامج خاصة في شهر رمضان. ويتم تصوير تلك الحلقات في عدة دول عربية وأفريقية منها مصر والأردن والسودان والصومال وأوغندا وغيرها. وقد تم عرض البرنامج للمرة الأولى في شهر رمضان مايو 2018
مَن هو "غيث" مقدم برنامج قلبي اطمأن ؟
يقدم البرنامج شخصية غير معروفة لا يظهر وجهه أو ملامحه يُسمى "غيث"، وربما كان اسمه هذا اسماً حركياً، وقد قيل إنه الداعية الإماراتي المعروف "وسيم يوسف" وقيل غير ذلك، وتناقل البعض كذلك بعض الصور التي قيل أنها تظهر وجه "غيث" تم التقاطها له في إحدى الدول العربية، ولكن كل ذلك مجرد تكهنات لا دليل عليها، إذ لم يُعلن البرنامج عبر قنواته الرسمية عن أي معلومات تخص "غيث" مقدم البرنامج سوى ما يعرفه الناس عنه من خلال حلقات البرنامج. وكأنهم قصدوا بإخفاء وجهه إيصال فكرة أن المهم هو العمل الخيري نفسه دون النظر إلى مَن يقدمه.
ما الذي يعيب البرنامج ويؤخذ عليه ؟
بالرغم من الفكرة الهادفة والجميلة التي يقدمها البرنامج وهي فكرة العمل الخيري ومساعدة الآخرين ، وبالرغم من التفاعل الكبير من المشاهدين وإشادتهم بالبرنامج وطريقة عرضه إلا أن البرنامج لم يسلم من النقد وتسجيل بعض المآخذ عليه منها على سبيل المثال :
- استخدام المؤثرات الموسيقية في البرنامج بشكل كبير، الأمر الذي يجعل الكثيرون ممن يرون حرمة سماع الموسيقى والمعازف -وهو قول الأئمة الأربعة ومعظم الفقهاء- يعزفون عن مشاهدة البرنامج مع إعجابهم به أو يشاهدونه مع بعض الغضاضة والاستياء، وقد كان يمكن تلافي ذلك بالاستعانة بالمؤثرات الصوتية الغير موسيقية خاصة أن البرنامج يتميز بجمال التصوير والمونتاج والإخراج فكان يمكن التخلي عن الموسيقى وإيجاد بدائل أخرى.
- تصوير الفقراء والمحتاجين الذين يظهرون في البرنامج وإظهار وجوههم وملامحهم وبيوتهم ومعاناتهم بشكل محرج يجعل منهم مثاراً للشفقة أمام العالم كله، كل ذلك دون عرض إذن صريح منهم يُجيز للبرنامج عرض الحلقات التي يظهرون فيها ويشاركون فيها آلامهم وآمالهم، ففي الوقت الذي يخفي فيه مقدم برنامج قلبي اطمأن"غيث" وجهه الذي لا يضر إظهاره يُظهر وجوه ضيوفه من الفقراء والمساكين.
- اعتبار البعض أن البرنامج يروج بشكل واضح وفج لدولة الإمارات العربية في ثوب برنامج خيري جذاب يلعب على وتر مشاعر الناس وأحاسيسهم بقصد التعاطف مع الدولة بشكل نفسي تلقائي والترويج لها باعتبارها راعية للسلم والسلام وأعمال البر والخير، ويظهر ذلك جلياً من خلال إظهار علم الإمارات العربية على حقيبة "غيث "مقدم برنامج قلبي اطمأن وتركيز الكاميرا على هذا العلم بشكل مستمر، ففي الوقت الذي لا يظهر فيه وجه "غيث"مقدم البرنامج يظهر بدلاً عنه وجه دولة بأكملها.
- الترويج لمبدأ الإنسانية وتقديمه كبديل للأخوة الإسلامية باعتبار أن فكرة الإنسانية مقبولة لدى الغرب وغير المسلمين ومقبولة أيضاً من عوام المسلمين الذين لا يعرفون الهدف من ورائها ومقاصدها الخفية الغير معلنة وينظرون فقط لجمال اللفظ وظاهره، وملخص مبدأ الإنسانية هو عدم التعامل مع الناس على أساس الدين والعقيدة بل على أساس أننا أخوة في الإنسانية لا يفرق بيننا إسلام ولا دين وتذويب الأديان في دين واحد يجمع بينهم، ومن الخطوات التي تم اتخاذها لنشر هذا الفكر هو ما يعرف "بالبيت الإبراهيمي"
--------------------------------
وإذا ما نحينا تلك السلبيات جانباً وتناسيناها قليلاً، أو حتى قارناها بما يؤصله البرنامج من أفكار إيجابية في مجتمعات هيمنت عليها الكثير من الأفكار السلبية الأخرى خاصة فيما يُعرض في ذات الوقت من مواد درامية تهدد كيان وتماسك المجتمعات العربية وتزعزع ثوابتها وهويتها،
فليس ثمة شك في أن البرنامج يمثل خطوة جميلة ورائدة ونموذج يمكن أن يُحتذى به في الإتجاه إلى هذا النوع من الأفكار الهادفة المفيدة خاصة إذا ما اجتُنِبت السلبيات السابقة.
--------------------------------------
هل أعجبك هذا الموضوع ؟
اكتب لنا تعليقاً وأخبرنا ماذا أعجبك فيه ومالم يعجبك