رسائل سياسية خفية في قناة طيور الجنة (طيور بيبي)على طريقة رواية مزرعة الحيوان ( Animal Farm)

 رسائل سياسية في قناة طيور الجنة (طيور بيبي)

قناة طيور الجنة | رسائل خفية


السلام عليكم متابعي موقع كتاكيت وأهلاً بكم 
تعد قناة طيور الجنة (طيور بيبي) من أشهر قنوات الأطفال في العالم العربي والإسلامي بل وفي العالم أجمع، حيث يتابعها الملايين من الصغار والكبار، فمَن منا لا يعرف أغنية ليلى يا ليلى (ليلى والذئب) ومَن من أطفالنا لا يشاهد أغنية قال الأرنب لأمو والأرنب والثعلب وغيرها من أناشيد وأغاني الأطفال الجميلة ؟

ولا يكاد ينكر فضل هذه القناة ومثلها من قنوات الأطفال الهادفة إلا جاحد أو مكابر، فهذه القناة ظهرت وسط وابل وهجمة شديدة من القنوات العلمانية والغربية التي تريد ترسيخ المفاهيم والأفكار والسلوكيات الغربية في عقول أطفالنا بغثها وسمينها وتريد لهم الإنسلاخ من هويتهم الإسلامية والعربية أو على الأقل تشويشها. ولسنا هنا بصدد ذكر مناقب ومزايا تلك القنوات لعالمنا العربي والإسلامي فأغلبنا يدركه ولله الحمد.

ولكن حتى تتم الفائدة ونتلافى بعض السلبيات التي لا يكاد يخلو منها عمل، نسلط الضوء في السطور التالية على بعض التوجهات التي ربما لم يوفق فيها أصحاب تلك القنوات(وإن كنا نحسن الظن بهم) والتي ينبغي أن نراعيها عند التعامل معها وهي شيء قليل وسط المزايا والمكاسب العلمية والتربوية التي نحصلها، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.

 والذي لا يعرفه الكثيرون أن بعض أناشيد القناة وما تتضمنه من قصص وحكايات تشير إلى رسائل خفية وإسقاطات سياسية يراد لصغارنا وكبارنا أن يشبوا عليها ويتعلمونها على طريقة القصة الإنجليزية الشهيرة مزرعة الحيوان (Animal Farm) لكاتبها الأديب الإنجليزي جورج أورويل، منها الصالح وهذا هو الغالب ولله الحمد ومنها دون ذلك وهو النذر القليل، وسوف نختارمن بين تلك الرسائل ثلاث نماذج واضحة لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والفكر لإكتشاف مغزاها.

الأرنب والثعلب (نهاية الثعلب) 


في أنشودة نهاية الثعلب (الثعلب مَسَك الأرنب) نجد أن الثعلب يمثل منصب الحاكم المستبد الظالم الذي يتجبر ويحبس ويحكم بالحديد والنار ويستأثر هو وحاشيته ومعاونوه بالأموال والثروات،
في حين أن الأرانب الذين يمثلون عامة الشعب خاصة الطبقات الكادحة لا يجدون الحد الأدنى من العيشة الكريمة التي تحفظ آدميتهم،
ووسط هذا الظلم الإجتماعي والقهر يقرر الأرانب (عامة الشعب) القيام بثورة للإطاحة بالثعلب المكار الظالم (الحاكم) والتخلص من هذا الظلم والطغيان، وأنا لا أدري بالضبط تاريخ إنتاج هذه الأنشودة ونشرها، وهل تم عملها بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي وجاءت تعبيراً عما حدث وتجسيداً له ودرساً لتتعلمه الأجيال القادمة التي لم تدرك تلك الثورات، أم كانت قبل هذا وجاءت كمقدمات لتلك الثورات والتغييرات وتمهيداً فكرياً لها.
والواقع أن قضية الخروج على الحكام المسلمين الظالمين والثورة عليهم هي قضية قديمة وتكلم فيها العلماء وأثبتوها في كتب العقائد مع أنها مسائل فقهية وتدخل في قضايا السياسة الشرعية، وإنما أدخلوها في أبواب العقيدة لخطورتها وكثرة اللغط فيها، والذي استقر عليه علماء أهل السنة وقرروه في كتبهم أنه يجب إنكار الظلم وعدم الرضى به وعدم متابعة الحكام عليه ومداهنتهم فيه، وفي الوقت نفسه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم المسلم، لما يترتب على ذلك من المفاسد وإثارة الفوضى والنزاعات والشقاق بين المسلمين، ولعلنا رأينا ذلك عياناً بعد ثورات الربيع العربي والتي لا تزال آثارها المدمرة للدول حاضرة حتى الآن.

عِيلة القنافذ 


عيلة القنافذ هي نموذج آخر للرسائل السياسية الخفية في أناشيد قناة طيور الجنة (طيور بيبي)، والقصة وإن بدت بريئة وجميلة وبسيطة -وهذا والحمد لله هو الذي يفهمه الغالب ويتعلمه الأطفال- إلا أن لها معاني أخرى عميقة.
 وقصة القنافذ تدور حول مجموعة من القنافذ (الجماعة) يسكنون الغابة مع باقي الحيوانات(عامة الشعب) ويحاولون مساعدة الحيوانات بشتى الطرق والأساليب وإثبات حسن النية لهم، وأنهم يحملون الخير لكل الحيوانات وأن الأشواك التي يحملونها ما هي إلا مجرد أسلحة لحماية أنفسهم من بطش الحيوانات الظالمة الأخرى ولا يستخدمونها إلا عند الضرورة، ولكن الحيوانات لم تصدقهم ولم تأمن جانبهم وتوجسوا منهم خيفة، وكانوا ينظرون إليهم بريبة وخوف وشك، وأن باطنهم مثل ظاهرهم المليء بالأشواك الحادة المؤلمة، إلى أن جاءت اللحظة التي انتظرتها القنافذ طويلاً، هاجمت الوحوش المفترسة الغابة الهادئة الجميلة، وأرادت الفتك بحيواناتها المُسالِمة، فهبَّت القنافذ لحمايتهم والدفاع عنهم وطرد الوحوش إلى خارج الغابة، وهنا عرفت الحيوانات أهميتهم وبانت لهم نيتهم وعرفوا فضلهم ونالوا ثقتهم، وغيروا الصورة النمطية التي كانت راسخة في عقولهم تجاه القنافذ، وصاروا إخواناً متحابين. 
ولا يخفي على المتأمل المَغزى السياسي للقصة، فالقنافذ هم الجماعة والمليشيات المسلحة وباقي الحيوانات هم عامة الشعب، وأن الجماعة والمليشيات المسلحة وإن بدت إرهابية متوحشة في مظهرها ومخبرها إلا أنها  في ظنها تحمل الخير والسلاح لكل الناس.

غزلان في البستان


لا تختلف هذه الأنشودة في قصتها كثيراً عن سابقاتها من الأناشيد التي ذكرناها آنفاً في دلالتها السياسية، فهي تحكي قصة غزلان يرعون في الغابة ويعيشون في رغدٍ وسعادة (الشعوب المسالمة)
وكان منهم غزول صغير يلعب ويلهو ويأكل العشب بالقرب من القطيع، فإذا بنمرٍ مفترس(الدول الإستعمارية) يقترب من الغزال الصغير(دول صغيرة ضعيفة) ويحاول افتراسه والإنقضاض عليه،
ولكن الغزال الصغير لم يخف ولم يرتعد ووقف بشجاعة أمام النمر المفترس، وصاح بأعلى صوته مستنجداً بباقي القطيع الذين جاءوا على الفور لنجدته ونصرته، ووقفوا جميعاً أمام النمر المتعدي وواجهوه بقوة وعزم وأجبروه على التراجع وصرف النظر عن مجرد التفكير في افتراسهم والتعدي عليهم.

ولا يكاد يخفى على أحد الدلالة السياسية الواضحة للقصة من ضرورة الإصطفاف والإتحاد في وجه المعتدين والمحتلين وإحباط مخططاتهم ومؤامراتهم للإعتداء على الدول العربية والإسلامية والإنفراد بها واحدة تلو الأخرى، وأن الوحدة ونبذ الفرقة والإعتصام بحبل الله هو السبيل الوحيد للتغلب على الأعداء ودحرهم.
هل أعجبك هذا الموضوع ؟ 
راسلنا واكتب لنا في التعليقات ما أعجبك فيه وما لم يعجبك

 
google-playkhamsatmostaqltradent